الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث تونسيات في سوريا من أجل جهاد النكاح، وسوريات في تونس من أجل جهاد الخبزة هؤلاء للكفاح، وأولئك للنكاح!

نشر في  06 أوت 2014  (12:21)

هي طفلةٌ في الثامنة من العمر، تخلصت من يد والدتها في غفلة منها وانطلقت تعدو بإندفاع وسط الطريق حتى كادت تدهسها سياراة لولا ألطاف الله. كنا هناك لتضعنا الصدفة أمام عائلة سورية تسللت إلى التراب التونسي عبر الجزائر بطريقة غير شرعية أي دون «تأشيرة ولا إقامة «. جاؤوا إلى تونس هرباً من المجازر التي تشهدها سورية كل يوم تقريباً. السوريون منتشرون بضواحي العاصمة وخاصةً غربة البلاد على الحدود الجزائرية، و قد اردنا أن نعرف المزيد عن اللاجئين السوريين و ذلك خلال شهادات حياة لأفراد هذه الأسرة التي صادفناها على قارعة الطريق مثقلةً بحقائب بحثاً عن وسيلة نقل تقلهم. وحين سألناهم عن المقصد كانت الإجابة أنهم لم يقرروا بعد.
رب الأسرة السورية: نحن نتسول لأن لا أحد مكننا من العمل
محمد هو الإسم الذي اخترناه لمحدثنا فهو يخشى كملاين السوريين إنتقام أجهزة نظام بشار الأسد إن كشفت هويته الحقيقية و هو رب العائلة، حدثنا عن ظروف حلولهم بالتراب التونسي. قال محمد إن الرحلة من سوريا إلى تونس كانت طويلة حيث تنقل صحبة العائلة إلى الجزائر مروراً بعديد البلدان العربية جوا و بحرا وبرا من خلال التسلل عبر الحدود الجزائرية قبل الإستقرار بتونس . و عن عدم مكوثهم بالجزائر إعتبر محمد أنها حليف لنظام بشار الأسد وهو ما يشكل مصدر قلق من إمكانية ترحيلهم. و بدا محدثنا متأثراً و هو يتذكر ما عاشه من رعب على حد تعبيره في السويداء مما دفعه لمغادرة بلاده كما حمد الله إذ نجاه هو وعائلته من قصف القنابل. في حين عبر عن اسفه الشديد وحزنه لفقدان أخويه الأصغرين اللذين إستشهدا في الحرب الجارية في سوريا. و إشتكى محمد من الظروف الإقتصادية و الإجتماعية الصعبة التي تعيشها عائلته إلى جانب العديد من العائلات السورية التي لجأت إلى التسول لإطعام أطفالها. و أضاف محدثنا أنه لجأ للتسول بعد أن ضاقت أمامه السبل ولم يتمكن حتى من الحصول على عمل.
سيماء «أم مريم «: لم نشتر ملابس العيد لأطفالنا والمستشفيات ترفض علاج مرضانا
أما أم مريم فقالت إن الجوامع هي المكان الوحيد الذي يؤمونه لقضاء الليل فليس لديهم المال الكافي للكراء و أضافت أنه لولا الجوامع لباتوا على قارعة الطريق و قالت سيماء أن أطفالها الأربعة لم يرتدوا ملابس جديدة في العيد وقاطعتها الطفلة مريم قائلة بنبرات حزينة «انت وعدتني يا أمي إنو رح تشترلي فستان عروس أبيض بكرا مو صحيح» فأجابتها أمها « نعم راح أشتريلك « بنظرة كلها ألم . وأردفت أم مريم قائلةً إن ابنتها مريم التي تبلغ من العمر 3 سنوات مريضة وهي تعاني من ألام في صدرها و سعال مزمن. و أكدت أن المستشفى الجهوي بالمدينة التي يسكنوها إمتنع عن علاجها نظراً لعدم امتلاكهم للمال الكافي لذلك. و شكرت أم مريم بالمناسبة صاحبة صيدلية تدعى نجاة العمري لما بذلته حسب تعبيرها من مجهودات لمساعدتهم مادياً سواء بمدهم بالأدوية اللازمة أو بتمكينهم من بعض المال. وختمت سيماء راجيةً من الله عز وجل أن يفرج عن سوريا كروبها من عجائب الزمن أن نرى تبايناً كالذي أفرزته الحرب في سوريا، حرب بين اشقاء أعداء... فبينما دنس بعض غلاة الدين و المتطرفين شرفنا بإرسال فتيات ونساء إلى هذا البلد لتعاطي بغاء من نوع خاص و اصطلح عليه بجهاد النكاح و بئس الجهاد هو.. بينما يغرر ببعض ابنائنا لتوفير المتعة الجنسية لمقاتلين سوريين و عرب اجتمعوا على مقاومة «الدكتاتور» بشار من أجل إقامة جمهورية على مقاسهم و تنسجم وفكرهم الضلامي. تسللت إلى بلادنا عبر الحدود الجزائرية عادة عائلات سورية فرط من لعلعة الرصاص و جحيم الحرب، بحثاً عن الأمن في إنتظار أن يعود الإستقرار يوماً إلى بلاد حلب. و أمام إنسداد سبل الرزق أمامها و من أجل الخبزة تخرج النساء مصحوبات بالأطفال في كفاح من أجل الخبزة، وكم يعانين و كم يقاسين من الأمرين.

سهام بن رمضان